نبذة مختصرة عن نشأة الكراسي البطريركية الخمس الرئيسية في المسيحية . وحدودها الجغرافية
اليوم سيما ما تشهده كنائس مسيحية بالعالم اجمع من نزوع الى الاستقلالية القومية والوطنية واخيرا العالمية .ومنذ عدة قرون نشهد تأسيس لمفاهيم وقيم وعقائد بعيدة نوعا ما عن القيم والنظم والعقائد التي حددتها المجامع المسكونية على توالي القرون
ان ما نراه في الولايات المتحدة الامريكية واوروبة من شيع وبدع في العصور الحديثة ؛ لا سيما ظهور مؤخرا ما دعي : “بالديانة الابراهيمية ” وما يروج لها تجعلنا نترحم الف مرة على هرطقة اريوس ونسطور في المسيحية .وهرتقات متعددة في الديانة الاسلامية
عقب المجمع الخلقيدوني (451)م. انفصل الاريوسيون عن الكنيسة الجامعة وشكلوا مذهبا ما لبث ان تلاشى
في حين ان النساطرة انفصلوا ايضا وشكلوا كنائس وطنية تمركزت واحتمت بالدولة الفارسية الزردشتية التي انقلبت فيما بعد عليهم . وتشتتوا
وظللوا اقلية عددية في حين ان كنيسة الشرق الكبرى او الكنيسة البيزنطية . كانت ولا زالت تضم سائر المشرقيين والمنتشرة في كل اقاليمه . وكانت على توافق مع كنيسة روما نظريا وعمليا باحترام متبادل واستقلال للادارة الكنسية الشرقية والغربية حتى عام 1054ميلادي.
☆_نعود الان الى موضوعنا الرئيسي حول نشأة الكراسي البطريركية
تعود مؤسسة البطريركيات الى بدايات الديانة المسيحية . فمنذ القرون الاولى رفعت الكنيسة العواصم الادارية الرئيسية الثلاث في الامبرطورية الرومانية ، الى مقرات اسقفية دينية .فقد اجمع المسيحيون من خلال اباء الكنيسة والمجامع الكنسية لتخصيص كرسي روما والاسكندرية وانطاكيا مكانة اولية رفيعة وسامية
ولكن لقب : “بطريرك” لم يظهر صريحا وواضحا الا في القرن الخامس الميلادي . فقد ظهر هذا اللقب للمرة الاولى في اعمال المجمع الخلقيدوني (451) . حين اعطي لقب بطريرك للرؤساء الدينيين للعواصم الثلاثة الكبرى (انذاك). في حين كانت رتبهم الدينية لا تتعدى الاسقف او مطران (رئيس اساقفة)
وكرسي القسطنطينية لم يرتق الى صف البطريركية الا حين اصبحت القسطنطينية عاصمة الامبرطورية البيزنطية حينها اعترف لها مجمع خلقيدونيا.(451) م بهذه التسمية . من الجدير بالذكر انه في مجمع القسطنطينية عام 381م. منح اسقف القسطنطينية تفوقا فخريا مساويا بالمرتبة لاسقف روما وهذا ما جعله يحتل مكانة ارفع من البطاركة الشرقيين.وبمعنى ما جعله بابا الشرقيين ..
{بطريركية روما}☆-
حدود البطريركيات الاربعة الجغرافية التي اكدها مجمع نيقية 325م . واكدها بعده مجمع خلقيدونيا 451 م. . تمتد حدودها لتشمل كل اوروبة الغربية والشرقية وشمال افريقيا .{بطريركية الاسكندرية}. تشمل مصر والحبشة اثيوبيا والنوبة والسودان والجزيرة العربية واليمن
.{بطريركية انطاكيا}
. تشمل كامل سورية الطبيعية وبلاد ما بين النهرين وارمينية وفارس والمدن والاقاليم المجاورة لها حتى الهند . {بطريركية القسطنطينية}. تشمل اسيا الصغرى التي اقتطعت من حدود بطريركية انطاكيا وطرسوس حتى بلاد البنطس وجميع المقاطعات الى الشمال من البحر الاسود .
{ بطريركية القدس}.
ظهرت عندما اعترف مجمع خلقيدونيا(451). م بها وضم اليها ثلاث ولايات تابعة لبطريركية انطاكيا من فلسطين
بطريركية القسطنطينية ☆-
بتنصر الروس والصقالبة بالقرن التاسع والعاشر الميلاديان الذين كانوا تابعين بالبداية الى بطريركية القسطنطينية .ما لبثوا ان اقاموا بطريركيات مستقلة .
بطريركية موسكو
واعلنوا انفسهم ورثة روما والقسطنطينية (موسكو هي روما الثالثة). بعد قيام دولة القياصرة. وحين سقطت دولة الروم اجتهد الروس في نشر نفوذهم على القسطنطينية نفسها وعلى ديورة جبل اثوس (باليونان). لا سيما ايضا على البطريركيتين الانطاكية والاورشليمية (القدس)
اضحت كنيسة القسطنطينية بعد سقوطها عام 1453م . من اصغر الكنائس الارثوذكسية بالنسبة الى عدد المسيحيين التابعين لها . فقد كانوا يعدون بالملايين قبل 1453م. بعد انشاء الكنائس والبطريركيات الوطنية المستقلة : في صربيا 1870 م رومانيا 1885 م استونيا فلندا تشيكوسلوفاكيا 1923م بولونيا 1924 م البانيا 1937 م. ولا ننسى النفوذ والالتحاق بالكنائس البروتسطانتية كل ذلك قلص عدد المسيحيين التابعين للبطريركية القسطنطينية الى 300 الف مسيحي متواجدين اكثرهم باسطنبول
البحث من اعداد الياس بولاد (باحث بتاريخ دمشق)
عند النشر او الاقتباس الرجاء الاشارة لذلك .وشكرا .
Leave a Reply