“قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ”
أقسم إبليس بالعزة الإلهية و لم يقسم بغيرها ، فأثبت بذلك علمه و ذكاءه
لأن هذه العزة الإلهية هي التي اقتضت استغناء الله عن خلقه
فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر
و لن يضروا الله شيئاً
فهو العزيز عن خلقه ، الغني عن العالمين
و يقول الله في حديثه القدسى
هؤلاء في النار و لا أبالي ، و هؤلاء في الجنة ولا أبالي
و هذا مقتضى العزة الإلهية
وهي الثغرة الوحيدة التي يدخل منها إبليس
فهو بها يستطيع أن يضل و يوسوس
لأن الله لن يقهر أحداً اختار الكفر على الإيمان
و لهذا قال “فبعزتك ” لأغوينهم أجمعين
” لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ “
ذكر الجهات الأربع ، و لم يذكر من فوقهم و لا من تحتهم
لأن “فوق ” الربوبية ، و ” تحت ” تواضع العبودية
و من لزم مكانه الأدنى من ربه الأعلى لن يستطيع الشيطان أن يدخل عليه
ثم ذكر إبليس أن مقعده المفضل للإغواء سوف يكون الصراط المستقيم
على طريق الخير و على سجادة الصلاة
لأن تارك الصلاة و السكير و العربيد ليس في حاجة إلى إبليس ليضله
فقد تكفلت نفسه بإضلاله
إنه إنسان خرب
و إبليس لص ذكي ، لا يحب أن يضيع وقته بأن يحوم حول البيوت الخربة
مصطفي_محمود
من كتــاب ” حوار مع صديقي المُلحد
Leave a Reply