الصفات الالهية

الله تعالى هو “الحق”، والحق مطلق، وهناك فرق بين الحق والحقيقة، فلم يتسمَّ الله سبحانه وتعالى بالحقيقة؛ لأن الحقيقة تتغير بتغير الزمان والمكان، وتتغير بتغير الأحوال والأشخاص. فالحقيقة نسبية، تختلف من شخص لشخص، ومن زمان لزمان، ومن مكان لمكان، وكلها حقيقة، لكن الحق واحد أحد، فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.
والحق حقيق بالاتباع؛ ولذلك فإننا نأتمر بأمر الله سبحانه وتعالى، وننتهي عن نواهيه، والحق ضد الباطل؛ ولذلك فإننا نطمئن إلى أمر الله سبحانه وتعالى؛ ونطمئن إليه في دعائنا وفي رجائنا وفي توكلنا عليه؛ لأنه هو الحق.
فالحق كلمة جامعة لكل أنواع الخير، مانعة من كل أنواع الشر، فالله سبحانه وتعالى هو الحق المطلق.
الحق يقتضي العدل، والحق يقتضي المساواة، والحق يقتضي الحكم بين الناس، والحق يقتضي اللطف بهم، وكل هذه من صفات الله سبحانه وتعالى، فهو العدل، وهو اللطيف، وهو الخبير وهو على كل شيء قدير، كل ذلك يتسق مع اسمه تعالى (الحق)، وبعضهم وهو يذكر بهذا الاسم يحب أن يذكر بالحق المبين، وهذا جائز؛ لأن المبين صفة من الصفات المشتقة مما أسند إلى الله سبحانه وتعالى، فهو الذي يبين لعباده أمور دينهم، وهو الذي يحكم بينهم بالحق والعدل يوم القيامة، وهو الذي يبين ويكشف أسرار كونه لمن يشاء، فهو سبحانه وتعالى مبين.
واسم الله تعالى “الحق” من الأسماء التي يَذْكُرُ بها أهل الله سبحانه وتعالى، ويكثرون من الذكر جدًّا بهذا الاسم، وله أسرار وأنوار في قلوب العارفين بالله.
إذن؛ “الحق” اسم عظيم؛ لأنه يوضح للناس حقيقة الدنيا، وأن فيها إقدام وإحجام، وفيها خير وشر، وفيها حق وباطل، وفيها علوية وسفلية، فيها طريقان {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} الله سبحانه وتعالى يحب الخير {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]، الله سبحانه وتعالى هو الحق، الله سبحانه وتعالى قاهر فوق عباده، الله متصف بالصفات العُلى.
أ.د. #علي_جمعة

سألني فقال :
المسيحيون يقولون أن الله تجلى بالمسيح عليه السلام
والمسلمون يقولون أن الله تجلى على سيدنا محمد صل الله عليه وآله وسلم وعلى جميع الأنبياء
فما الفرق ؟

فأجبته :
ليس التجلي عندنا كالتجلي عندهم
التجلي عندنا لا يعني التجسد كما يعنونه هم
التجلي عندنا يعني اظهار آثار الصفات الالهية وليس الصفات الالهية ذاتها
وبينهما فرق ؛
فالصفات الالهية خالقة لا تدخل في احد لكنها تتجلى بآثارها ونتائجها المخلوقة على المخلوقين.

محمد عوض المنقوش